يوميات لايكترث لها أحد










لم أعد أشعر بالذنب وأنا أهرب من الثرثرات المجانية، كما لم تعد تهمني نظرة الناس لي على أنني شخصية تتحاشى الأحاديث الطويلة فمذ تصالحت مع فكرة أن الله خلقنا مختلفين لنتكامل، وأن الله عندما يضع في طريقي محبي الثرثرة يختبرني لأكون صبورة صارت المسألة سهلة عليّ لاتشعرني بالعار كما كنت أشعر في سن المراهقة.
منذ مدة ابتكرت لي طريقة لأطيل مدة تماريني تحت الماء( الأكوا) فصرت ارتدي سماعات ضد الماء واستمع للبود كاستات بجعل التشغيل تلقائي، بحيث  لاأختار.. لأعطي فرصة للأشياء التي لا أهتم لها بالدخول في دائرة اهتماماتي. 
هذه الفكرة صارت جامحة عندي عقب الانتهاء من  جميع ترقياتي العلمية التي صرت أشعر بعدها بحجم جهلي  وأبحث عما يسد هذا الشعور باعتناق معارف جديدة قد تكون فكرة لماأودعه الله في للمساهمة في إعمار هذه الأرض.
وضعت السماعات وصرت أتمرن بسلاسة وانتعاش وأنا استمع لأول مرة لبودكاست كنت أتحاشى اختياره لأنني كنت أراه محض ثرثرة  وعندما تخلصت من فكرة الاختيار والحكم المسبق وجدت فيه مالم أكن أراه وأنا أقبل عليه بحكم مسبق.
في وسط هذه المتعة الجديدة اعترضت طريقي امرأة طيبة ووقورة كانت مستجدة على المسبح وتريد الحديث الذي أهرب منه.
ولأنني أتحلى ببعض الذوق -لاأريد أن أقول كله لأكون  واقعية- حاولت أن  أوجه الحديث من كلام لخدمة حتى أستطيع الانسلال بهدوء لأكمل استماعي.
-أنا خائفة
- جديدة على المسبح؟
- نعم
- طيب حاولي أن تكون تمارينك بالقرب من حدود المسبح سيعتاد عقلك مع الأيام عليه وسيزول الخوف
- لكني أخاف
- حسنا مارأيك أن تفعلي مثلي الآن تمرين بسيط ولن تغادري حدود المسبح
-لكنني أخاف
- الخوف فكرة في رأسك وحدك لايراها العالم يمكنك أن تقضي عليها قبل أن تقضي عليك
- ياساتر( ليه تقولي كذا؟)
انتبهت أنني أتحدث لامرأة لاعلاقة لها بمااكتب وماتخصصت فيه ولاتعرفني أصلا فكيف تحدثت معها بهذه الطريقة؟
- أقصد أننا بشر ضعفاء يهزمنا الشيطان بوسوسته ليضعفنا والمؤمن القوي عند الله خير من المؤمن الضعيف
-صدقتِ.. كلامك يحمس ويشرح الصدر.
-طيب مارأيك نكمل رياضتنا حتى لايلهينا الشيطان هههه
- لاأبد معتس الشيطان ماهو حاضر بالعكس خلينا نسولف ونمشي حج وحاجة
-أمممم بودي لكن لاأستطيع الخروج من المسبح لأطفئ البودكاست وصوته وهو يتكلم مع الأصوات في الخارج يوترني
- ياعمري أثرتس تسمعين  شيء أسفه الله يسمح  دربتس ويجزاتس عني كل خير 
-سعدت بك
 أكملت الرياضة لكن تفكيري مشتت  رغم أن الصوت يعمل في الخلفية
هل أنا هشة إلى هذا الحد؟ لماذا صفوي يتعامل معي بحساسية عالية؟ ماذا كنت سأخسر لو أنني أكملت معها الحديث واعتبرت هذا اليوم مفتوح للتعارف؟
لكنني من أعوام استمع لكلام مستهلك ولأناس متشابهين  ولتذمر يسرقني من التأمل.
لست على خطأ  هذا الذي  أستطيع أن أقوله لنفسي هذه اللحظة  حتى تبين لي الحياة العكس فأنا فيها أتعلم.

ليست هناك تعليقات: