الشعور الحي في طور الكتابة





أصعب وداع اللي بلا.. وين بتروح؟
تحس لأول مرة ...إنك ولاشيء
والأصعب إنك تبتسم وأنت مجروح
وتلوّح بنظراتك.. (اتودع )الضي
لحظة تشوف إن الفضاء ليل مذبوح
والكون منفى وأنت ماغيرك الحي
وأربع جهاتك صوت يائس ومبحوح
مخنوق بأقصى الذاكرة وأبعد شوي
أقسى( فمان) الله مرت على الروح
تطوي سنين الحلم في داخلي طي
والموت ماتدري.. لوين أنت  بتروح؟!
بعد الوداع تحس كلك ولاشيء!

أقف أمام هذه البكائية الصامتة وأنا أجاهد نفسي في تقليم أنامل الوجع الذي يتعرى في اللاشعور لينكث كل تداعيات الحزن المكبوتة، والمتغاضى عنها.
أقف وتغالبني نزعتي الشرقية في محاولة تحميل الشاعر مسؤولية شعوري بصدق التجربة هنا.
هذه الأبيات للشاعر فهد المسبحي الذي حاولت جهدي أبحث له عن نتاج آخر فلم أعد ببغيتي من رحلة البحث القوقلية
من منا مر بكل هذا الدمار الداخلي الشامل دون أن يشعربه أحد؟ دون أن يبوح؟
من منا استطاع أن يوصف هذا الشعور المتأرجح بين الكبرياء والحزن ومرارة الإهانة؟!

أقسى وداع اللي بلا وين بتروح!

ليست هناك تعليقات: