بوح



أرخبيلٌ مِن الأوجاعِ المتجاورة هنا!
وأشارتْ إلى قلبها.
لم يكسرني الوقت.. فقط أتعبني.
هرمتْ!
- لكنكِ مازلتِ محتفظة بجمالكِ. 
جسدكِ مازال قويًا يافعًا، فاحمدي الله أن الحزن لم يسلبك عافيتك.
ثم إنٌك معه تبدين أجمل..وكأنماالحزن جاء ليزيدك بهاءًا.
قالت جملتها الأخيرة وغمزت.
- عقولنا تُتعبُ أجسادنا مع الوقت. جسدي مازال قويًا، لكنّ عقلي متعبٌ من هذه الحياة .
المرأة عندما يكسرها رجلٌ أودعته قلبهاتشك في شكلهاأوّل الأمر، فتطفئ حرارة الوجع بترميمه، حتى إذا ما أذابت الشكوك حوله  التفتت إلى تهذيب تصرفاتها ونظرتها للكون.
نحن يامها غمامات متحولة شكلًا لاقلبًا كما يُشيعون عنا.
هم المتحولون، الملوحون لكل بارق.
أمسكت مها بيدها وضمتها بكفيها كمن يمنحها الدفء:
- انسي أرجوكِ.
أترين هؤلاءِ اللاهثين، المنشغلين  بالحياة عن الحياة؟ كوني مثلهم.
-الكثيرمن زوايا قلبي غرقتْ في هموم الحياة.لاتخافي علي، عنه تشغلني همومي٠ جرحه وخز طفيف.
جبال  شاهقة الارتفاع  ضربت بين قلبي وذلك المسمى" حبّا"
" اليأس أحد الراحتين"
وأنا يئست وتصالحت مع يأسي.
- هذه الجبال من صنع يدك تذكري:
“"Your task is not to seek for love, but merely to seek and find all the barriers within yourself that you have built a”
- لكنني لم أسع له! 
أماالحواجز فهي التي تبني نفسها مع الأيام لا أنا.
وهذا مريح لي حاليا.
أشعرأنني في طريقي للتعافي.




مازلتَ مضيافًا كدربٍ قديم !
تتكوّنُ في ذاكرتي كالندى فوق الزهور.
كلّ يوم يمرّ عليّ يُشرق من روحك.
مازلتَ تخترقني بنفس المسافة مذ وُلِدتُ على ضفاف ضحكتك. 
أيّها المخلوق الذي تضج برؤيته الحياة، وتغني بيقظته الأزهار، أ تعلم كيف أقضي الوقت في وحدتي؟
اصطاد ظلك.. 
وأتتبع أخبارك لافضولًا بل حبًّا.
أعيد كل التفاصيل؛ المحزن منها والسعيد 
ولا أملك معها إلا الغضب الحزين
والحنان الحزين أيضًا.
تتراكم في قلبي الحروب، وأغضب منك وأفض النزاع لصالحك دائمًا.
هكذا أكون في كلّ أمر يخصك.
ياأنت..
طوقني الألم، وهوى بي في مكان سحيق.
بين شفتي وصمتي أشياء كثيرة تحتضر وتموت، لم أعد قادرة على قولها لك كالسابق.
ترى كم سأمضي في الألم حتى أعتاده؟
هل سيتحول الحبّ صداقة؟ وهل سيبهت كما تبهت الصداقات وأرتاح؟
الربيع على الأبواب..
تعال نصوغ تفاصيلًا جديدة؛ لأشرق بك من جديد.
بصفة جديدة.
بصيغة جديدة.
بأيَ شيء يجتث هذا الحطام الذي يسكنني بدونك.
......


تتنفس من ثقب إبرة، والكون برمته لايساوي في عينك جناح بعوضة


................
إلى صباحاتِ بيتنا العتيق.
إلى صباحاتِ جدتي التي كانت تبدأ بصرامة، وهي توقظ فينا الصباح قبل أن تتحول إلى ابتسامة غبطة، ومداعبة وهي ترانا متحلّقين حولها بأنصاف أعين يقظة.
لها وهي تسرق من ألسنتنا الحكايات البريئة؛ لتضحك وتضحكنا.
إلى الحياة المُنسلّة من أبواب الغرف المفضية إلى فناء الدار( بيت الحوي).

إلى رائحة الخبز( العادي) والعدس بالكمون والسمنة البلدي.
إلى الشاي الممزوج بحليب( وادي فاطمة)
إلى حينا القديم، وجيراننا الطيبين.
إلى جاراتنا اللواتي كن يسرقن بثرثرتهن الصباح من أمّي.
إلى عنزتي السوريّةالشقراء( صُمعة) بعد أن أغويتها بالقفزمن أعلى السطوح فانكسرقرنها.
لها بعدأن صرت أضع لها الزيت والحناء على قرنها المكسور وأعشمهاأنه سيطول كماتفعل جدتي بشعري.
لأوّل شعور بالحزن عرفته يوم باعوها ظهراعلى مرأى من عيني

لبكائي الطويل بعد رحيلها.
لحياة الصمت والهدوء التي عشتها بعدهابلامشاكسات قبل أن أكتشف أني كبرت وسأدخل المدرسة.
لتلك الحياة القديمة بكل تفاصيلها أفتقدك.



_____


عندمايتشكّل التفاؤل في داخلنا كقرار:
يتمرّد العالم على بروازه المعتاد،فلايعود المُحالُ محالًا.
كلّ الأشياء التي غادرتنا، تعود بسخاء. 
تتفجّرُ ينابيع السّعادة في داخلنا.. 

تفيض من قلوبنا..
وتتسرب من أعيننا؛لتُطلّ على العالم
بوجه طفل له غمازتين.
يصبح العالمُ فسيحًا، ومقوّسًا، كابتسامة
عريضة، ننزلقُ بين طرفيها في هدوء ودعه.


...........
بصمت ..
أستلّهم من الذاكرة.
أرتشف ملامحهم بسكينة وهدوء.
لا أنفخ جمر الأسئلة.
أو حتى أشعل جذوتها.
فقط أكتفي بأن أعيشهم من إبصارالشمس حتى إصابة الكون بالعمى.
...

احتفظُ بِك في داخلي كَسِرّ.
أُخبِئكَ في عينيّ.
وكُلّما أفرط هذا العالم في عُفونته،أستخرجُكَ من جوفي كَتميمة طُهر، وتعويذة جمال.

...
العُشبة التي تجرح الجدار بقوتهاعلى الرغم من ليونتها وصلابته؛لم تكن لتفعل ذلك لولا إيمانها بأنّ الله معها.

....
مكنُ للخوف أنْ يأتي من كلّ مكان؛ إلا من قلب أمّ تملي عليك، رغم رشدك -بنبرة حازمة-، ماعليك فعله، وأنت في أشدّ حالاتك بؤسًا.
وحده قلب الأمّ المُدّعي الصرامة- رغم رخاوته- يشعرنابالطمأنينة.
.......

لستَ جديرًا بالثناءلمجرد شعورك أنّكَ تستحق أكثر من غيرك.
لستَ جديرًا بالثناء لمجرد شعورك أنّ النّاس أسرفوا في الثناء على (س)أو(ص) من النّاس -الذين لم يروقوا لك-.
وبماأنّ النّاس شهودالله في أرضه؛ ثق أنّ تقييمك لن يتجاوزك،حتى لوقذفت به في المجالس؛لتسيربه الرّكبان.
راجع سوادك الداخلي، ربماكان هوسبب نحسك، وعدم أخذك للحقوق التي ترى أنّك جديرٌ بها.


......

هذه الأيّامُ تمرُّ عليّ سريعة لكنّها ثقيلة.
عاصفة من الأفكارتجتاحني.
تتصارع في ذهني حيال عدة قرارات تجاه نفسي والآخرين.
تغيرت..
نعم تغيرت!
صرت هشّة!
تبكيني مساحات الحنين التي تتمدد في داخلي بلا رحمة.
يُجهشني كل مايُشجي من أوّل لفظة.
أشعرأنني قصاصات ورقة لاتحمل وزنًا.
هانت على الرّيح، فبعثرتها في الفضاء غير عابئة بها.
لا!
لستُ بهذا الهوان أبدًا!!
أنا غيمة ماطرة، تقطر شهدًامتى شاءت.
وتفيض كلّما تحسست قلبها.
علمتني الصِّعاب أنني يمكن أن أكون تلميذة نجيبة، بل ورياضيّة بارعة في قفز الحواجز!
ولأنّ الطيور على أشكالها تقع، فأنا لاأقع إلا على أرض خضراء، تُغيبني في أحشائها لتنبتني برعمًا بين الحشائش تدلله وتحميه.
كل مافي الأمرأنني بدأت أزاول الحياة بشكل أكبر، وصارتْ تفتح عيني على كلّ مايدور حولي من أشياء لاتشبهني.
كنتُ مقيدة بقيود الذوق التي أدمتني.
وأنا اليوم حرة!
نعم حرة.
يمكنني أن استدل عليّ دون مساعدة!
بوسعي أن أقرأ تعابير روحي.
وأن أُحضّرُ قوائم طويلة بماتبقى مني وماتبقى عليَ.
المسافة قريبة بيني وبيني لاتحتاج وسطاء.



فكرة أن نرحل نكرة.
موجعة!
لذلك نحن عندما نخترع..
نكتب.. 
نرسم.. 
ننحت..
نحن لانُنفسُ عنابقدر ماتتملكنا رغبة جامحة في الخلود!
كلنا إلى زوال!
لذلك نحرص على أن نترك أثرًا في هذا العالم قبل موتنا.
نواجه الموت بالحياة الأبدية!


فيمامضى..
كان يُخيّل إليّ أنَّ جوفي بيت مهجور.
أبوابه مخلوعة.
تسكنه الأشباح.
وتعبث به الريح.
مؤخرًا ..
تجاوزتُ هذه الحالة واقعًا.
لكنهاظلتْ تزورني في أحلامي.
مشاعر بائسة.
لاأودّ عودتها.
جنّدتُ قلبي كي لاتعود.
جعلته مُدججًا بالسلاح.
في قلعة منيعة. 
على سفح جبلٍ عالٍ.
لكنه مازال يخاف الوحدة.
والتجديفُ منفردًا.

يُخيّلُ إلينا أحيانًابأنّ أرواحناهرمت!
نتصوّرهاعلى هيئة عجوز يزدحم وجهها بالتجاعيد كلّمازارنا الحزن.
نحن والحزن كالنّهاروالليل تماما.
يتعاقب علينالكننا لسنا أعداء.
كلّ روح لابد أن تأخذ حصتها منه؛لذا لايليق بناإلا التأقلم، وإلا سنُفني العمرنحيبًا
الحزن يقطف من الروح ،لكنه يُطّهرها بالمقابل.
هو وجه من وجوه الحياة لابد من عدم الغُلّو فيه، وإلا كيف سنتحمّل، كلّ ماتلقي به الحياة في قلوبنا من أوجاع؟!



لدي نبتة أهديتها نفسي بمناسبة حصولي على مكتب مستقل فور حصولي على الدكتوراه في الشهرالثالث عام١٤٣٣
هي وأختان لها.
وحدها اشتريت لها حوضًا خاصًا أحببت العبارة المكتوبة عليه فقررت أن أضعه على مكتبي بينما الأخريات وهن نفس النوع تركتهن في أحواض عادية على زوايا النافذة. 
قبل إجازة الصيف بيوم من العام نفسه، أخذت أختيها للبيت خشية أن يهلكن وبقيت هي.
اعتذرت لها بأنني لاأملك يدا ثالثة، لذا ستبقى هنا على كره مني.
حدثتها عن أمنيتي أن نلتقي مع بدء العام الدراسي الجديد وهي في أحسن حال.
حدثتها بحب، وأنا أهمس لها خشية أن يراني أحد فيتهمني بالجنون.
مضت الإجازة ونسيت الأمر، عندما فتحت مكتبي ١٤٣٤ وجدتها كما تركتها
لم تخذلني!
من يومها قررت أن أعتني بها وأحدثها وأدللها، كنت أحرص أن ابتسم وأنا أحدثها.
قبل إجازة صيف هذا العام وتحديدا في الشهر الثامن ١٤٣٥ لم يكن لدي عمل خصصت لها يوم سقيتها حدثتها أن تتماسك حتى نلتقي.
حملت همها طوال الصيف، كنت قلقة عليها، دخلت مكتبي الأحد الماضي فوجدتها ذابلة!
حزنت لأن كبدا رطبة هلكت بإهمال مني .. تعكر مزاجي ، حاولت أن أبدد القحط حولها، سقيتها ، بللت تربتها، وجهتها للنور، حدثتها بحب، أخبرتها بحاجتي لها، ثم ودعتها وفي قلبي يقين أنها ستكون بخير إذا التقينا يوم الثلاثاء.
دخلت مكتبي اليوم فوجدتها قد تعافت
شعرت بامتنان كبير لدروس علمتني إياها.
الشاهد: للنباتات خلايا حية تحس وتشعر، هي كائن حي يؤلمه الإهمال، ويحييه الحب والاهتمام.

وُلِِدتُ روحًا عاديّة.
لم يعجبني الأمر!
طلبتُ روحًا أخرى .
فكانت هي بداية سلسلة المآسي التي أعيشها الآن!
أصبحتُ بمزاجيّة غريبة.
حتى أرسطوالذي كنت سأفني عمري وراء فلسفته خذلني!
وجدتُ أشياء كثيرة غيره تكشف لي عوالم أُخرى, أشد إثارة من عالمه.
كشفت لي أن السعادة تجرح, كما يفعل الحزن تماما!
كشفت لي أن الأمنيات التي تنبعث من القلوب الفقيرة, لن تعدو كونها جنازة تُشيّع في حياة أُخرى, محمولة على أكتاف الغرباء.
كشفت لي أن ساعة الجريمة لاتُدق للتنبيه, فقدتُدق للتنفيذ.
فمن السهل أن تقتل صديقك الحميم في حفلة شاي عابرة بمجرد أن تمازحه بيدك فيرتطم رأسه بحافة حادة فيهلك, وتقاد أنت لنيل عقابك.
كشفت لي أن سبر أغوار الأسوأ لايعني منحنا شهادة الحكمة كما علمنا الأجداد, فقد تأتي النهاية على هيئة حبل مشنقة.
كشفت لي أن الناس ماعادت تبحث عن حياة الأنبياء فلا وقت لديها إلا لممارسة الحياة.
كشفت لي أن الحرية شعار كاذب يلوح به المتطرفون, لندخل المصيدة,فيمارسوا على حمقنا تطرفهم.
كشفت لي أن القتلة لايتقاضى التاريخ منهم إلا بعد فوات الأوان.
كشفت لي أن أسعد الناس هم الذين انتصروا على الحياة باللامبالاة.
كشفت لي أن التشكيك له جمهور تعود على ترك الأبواب مواربة.
كشفت لي أن التوتر الدائم يحافظ على المناخ الجنائزي القابل للعويل لمجرد ذرة شك.
كشفت لي أن المنتقدين دائما يضعون شروطا تناسب ضعفهم .
كشفت لي أننا في مسرح عرائس ترقصنا الحكومات الكبرى.
وأن التعصب للأسوأ هو سبب فشل الشعوب المغلوبة على أمرها.
كشفت لي أن آخر أيام الفوضى الراهنة لن يأتي إلا بعد أن تتم تصفيتنا جميعًاتصفية تامة,ليأتي بعدنا من يستحق الحياة.


في الصباح نَهُبُّ من مضاجعنا مخططين على تأثيث يومنا بإنجازات عظيمة،وفي نهاية اليوم نلوكُ همومناالساذجة




الذين يهدوننا الأمل لحظات الاحتضار ليسوا أسخياء في الغش والتدليس كما يظن مرضى الأرواح.
إنّهم بشر كالملائكة، عرفوا الله حق المعرفة.

أخذوا على عواتقهم مسؤوليّة تغذيتنا بالرضا بقضاء الله وقدره.



شرب القهوة ليلا واحدة من أهم جرائمي الأنيقةالتي أضطر لارتكابها  من حين لآخر؛ بحثًا عن طريقة سامية لاحتضار النوم.

طريقة تليق بليل له حصانة تقتل قداسة الصبح في روحي.

 ذاك الذي بات رغم جماله يزعجني.
بعض الطرق المعبدة لاتُسهّل العبور!
لذا كان لا بدأن ألقن أنا وهذه السمراء الفاتنة ذلك العاصي درسًا لن ينساه.



بعض الأحزان شهيتها مفتوحة!
تلتهم الروح، ولاتشبعها مصائب الكون بأسره لتكف عن شرهها.
حين نقعُ فريسة لها، سيغدو كلّ حزن يعبرنا وجيهًا مقنعًاحداستدرارالبكاء.
سنغترف منه ملء قلوبنا.
سنكتب حزنًا،ونلفظُ حزنًا،ونزفرُ حزنًا،فالأفكارالجنائزية، لاتحتاج لمحفز كبير،لتأتي بعدتها وعتادها.
إنّها لانحتاج لأكثر من أرض هشة قابلة للنحيب، واجترار الأوجاع كل وقت.
كل هذه الحقائق لم تكن تعلم بها صديقتي التي اعتادت منذ عام٢٠٠٩ وحتى قبل شهر ألاتسمعني إلا صوت أوجاعها الهشة..
كان يطربها أن تحيل كلّ تلك النحوس لإصابتها بالعين، وأنا في كل تلك المزاعم لاأملك إلاأن أطبب لها الجراح ، مستلهمة منها العزاء.
كنت كلما أغلقت سماعة الهاتف مني، أبكيني!
لم أكن أخبرها بالنكبات التي حلت بي، حتى أني لم أخبرها بعدد من فقدت، ومتى فقدت، وماذا أخذوا معهم مني قبل أن يرحلوا.
منذ ثمانية أشهر، عرفتْ من مواقع التواصل بأن الموت اختارصفية روحي، فاتصلت بي تعزيني.
يومهاكنتُ قد فقدتُ شيئا آخر لم أخبرهابه، فاجتمع عليّ حزنان لاطاقة لي بهما.
كنت هشة بما يكفي!
بعد أن تقدمتْ لي بالعزاء، أخذتْ تشكو لي من أختها اللاهية عنها ببيتها، وخذلان زوجات أخوتهالها عندما أرادت أن تذهب لحفلة وتضع أولادها عندهم!!
كان قلبي يتفطر ألمًا!.. 
تمنيت لو أن حزني كحزنها هذا الذي تتحدث عنه.
أقفلت الهاتف في منتصف المكالمة قبل أن أستئذنها، ولم افتحه ثلاثة أيام..!!

ليس أوجع من أن تكون منفى للأحزان، لأنّك حزن صامت!!




كلّ صباح أنكث الصبح بحجة إعادة ترتيبه.
فينسل من بين أصابعي حتى لايتسع إلا لكوب قهوة!
هذه القطعة الفاخرة من الوقت لاتتسع لثرثرة البشر
لكنها لاتضيق بالإنصات لهمس الروح.







الكلمات التي ننطقها بصيغة الموت في وجه أحدهم،وننسى معها أنّها ستُخلِّفُ ثُقبًا في كونه تنسكب من خلاله الظلمة في قلبه هي دَينٌ سنُطالبُ بسداده مع الأيّام.


كلُّ الذين استعملوني كضمّادة جراح لم يضعوني على جراحهم!

كلُّ مافعلوه أنّهم كانوا يُمررونني عليها كشفرة خيطية؛ ليتعرفوا من خلالي علي قيمة جراحهم.

كُلّهم كانوا يُجمِعون على تفوقي في هذه المهمة.

لذا كانوا يسكبون في صدري كلّ عذاباتهم ويرحلون


مزايا كثيرة يفقدهاالمُحب عندما يخسر حبه أهمها:
رؤية العالم وكأنه يراه لأوّل مرة.
القدرة العالية على الدهشة.

كلُّ تلك الأشياء الصغيرة التي تصنعُ الحياةَ من حولنا تستحقُ الاهتمام.
تستحقُ أن نتلمّسَ تفاصيلَها
نشعرُبنتواءتها،وانبساطاتها.
نعيشُهاملء الرّوح.




كمروّضة أسود صبورة أقفُ بيني وبين جزعي.
روحي المُتوجِّعة في رسن الأقدار تتحاشى أن تنسلّ الأوجاع إلى صباحاتها.
تقفُ كمترهبنة متمرّنة، ترتدي رباطة الجأش رغم الدّرب الحصوي الذي يفقدها توازنها.
حدق في عينيّ! 
ماتراه فيها ليس اليأس مطلقًا،حتى وإن سألتك: أين تذهب الأحلام الصغيرة لتموت.
كذبك الذي عرّش داخل صدري حتى صدقته،مازال يحيا بيني وبين قلبي كما تحياذكرى الأرواح الميتة في القلوب المُتفجّعة، أكثر من ذكرى الحياة التي سُلبت منها.




لأمنياتي البسيطة التي تموت مرتبكة في كل مرة لاتجدفيها مؤيدًا. 
للياليّ الهادئة التي خضّبتها بظنوني الكئيبة
حتى افقدتها اللذة.
للغيوم التي امتطيها خيالا كلما عبرتني قبل أن يصبغني لونها بالحزن.
للمطر الذي أشتاق إليه حتى إذا ماهطل صٓعٰبٓ علي تبديد الخوف من عواقبه. 
للطفلة التي مازالت تسكنني، كبرتُ ونسيتْ أن تكبرمعي.
للحياة التي كنت أظنها مليئة ببدايات لانهاية لها.
للحياة الأبديةالتي خلعتها على أشيائي... التي أحب قبل أن أصحو على حقيقة الفقد. 
لذاكرتي القصيرة صاحبة الظل الطويل.
لشعاع الشمس الذي أستعيره كل صباح لروحي فتبهته حرارة اغسطس في مدينتي التي لايتعاقب عليها إلا فصلان طوال العام.
لصديقتي التي كانت تراني قدوة قبل أن تفقد مزاجها.
لهانفسها وهي تهديني الهدايا الثمينة بلامناسبة لتسدد ثمنها من أعصابي.
للحياة التي تمنيتها ولم يُقدّرلي أن أعيشها.

مازلتُ أتشكل بما خلفتموه في أعماقي التي تتعثر بكم كلّ مرة ولم أكتمل بعد.



أنا التي يمكنها حمل هذا الكون على ظهرها دون أن تكلّ.
وتقصم مشاعرها قشة!



الصباح الذي كان يقودني إليك ماعاد يفعل!
أصبحنانتنفس الصبح على ضفتين مختلفتين.
قلبي الممتلئ بالتفاصيل يرهقني من مولد الصبح حتى آخر مواعيد اللقاء.
المؤلم أنني رغم السنوات التي كانت كفيلة بتنحيتي عن عالمك مازلت أحيك التفاصيل كأنها ماغابت قط!
ذاكرتي تثرثر كثيرا ..
بك..
 وعنك..
 وحولك..
كلّ الطرق مازالت تؤدي إليك وتقف بي عند بابك!
أنثى بالية الرّوح يتصدق عليها المارة عبارات الثناء بسخاء فلا تبتهج لها-حتى وإن هشت بها على حزنها-!
عباراتك البخيلة كانت ألذ وأشهى!.
كانت تخرج من قلبك!
هذا ماأعيه وأصدقه!
لاأدري بعد كلّ هذه السنوات كم أنثى عبرتك !
وأيهن بسطوعها أزالت عرشي!
لا أثق في شيء..
 ولاأريد أن أثق إلا في أنّك مازلت مسكونًا بي كما أنا مسكونة بك!

مدينون نحن للغرباء!
وحدهم يمنحوننالذة اكتشافنا من جديد.

المُلّهمات لايصلحن إلا للإلهام
الاقتراب منهن أكثر يفقدهن البريق




العصبيّة التي تشي بي بعد كلّ رشفة قهوة, هي ضريبة هذا التعلق!

الراسخون في السلبيّة أكثر من الهمّ على القلب!

البعض ممنوع إزعاجه حتى وإن كان مزعجا!
ويابخت من كان الوزير عمه!!

أكبر حماقاتك التي ترتكبها, هي تلك التي تجعل فيها من همومك 
الماء, ومن قلوب الآخرين الوعاء.متناسيا أن بعض الأوعية غير صالح للاستخدام.

( من غربل الناس نخلوه)
أوجز وأصدق عبارة سمعتها في حياتي!

 .. والبعضُ تُفتح لهم أبواب الحياة بثمن بخس!


إلى الضعفاء المقلدين: من الحكمة ألا تحملوا مكبرات الصوت, وأنتم تمرون بالمعرفات الإنتحارية.

كنا صغارا, وكانت أكاذيب الكبار تنطلي علينا..
 كبرنا!
 ومازالت أكاذيب الكبار تنطلي علينا!!


.. الذاكرة عبء لايمكن التخفف منه!

أمضيت كلّ حياتي على عتبات الانتظار,فأحببت النوافذ والشرفات والمحطات والمطارات.

في تويتر كلّ يعمل على شاكلته!
 لذا الأصوات فيه متنافرة...
 مزعجة..
وتخفي وراءها الكثيرمن النوايا!

في تويتر أمواتٌ يخرجون من الأجداث سِراعًا..
 يشجبون..
 يستنكرون..
 ثم يعودون للموت من جديد! 



الإنترنت جاء ليستروجوهنا, وُيعري أرواحنا!

حين تفقد أقدامنا بوصلتها, ستكون كلّ الطرق صالحة للامتطاء!

بعض الذكريات تشبه أحضان الأمهات.
نعود إليها آخر الليل؛ لنغفو في أحضانها بطمأنينة

مدينة أنا للغرباء!

وحدهم يتيحون لي فرصة اكتشافي من جديد!



.. حتى رفقاء السوء يمكن أن يقدموا لنا درسًا في الحياة!


تؤمن الطموحات بالطرق المستقيمة؛ لذالاتكترث إن كانت ممهدة أولا!
وكلّ يمدّ حلمه على قدر عزمه!




.. وبعض الموتى لايقتلهم الموت في داخلنا!


كبرت!
غير أن الطفلة في داخلي نسيت أن تكبر معي, فأصبح لها شرب ولي شرب!



الأشياء التي تلتهمنا من الداخل..
 هي تلك التي لانبوح بها.
 تبقى سرًّا يقضمنا ببطء.



بعض الكلمات التي تختبئ خلف أصابعنا قبل أن تخرس للأبد,هي تلك التي تعلم أّنها لو كُتبت  بماء القلب لجعلت منّا عظماء ُتقدّرهم الحياة, ويلفظهم المجتمع!



مدينة أنا للغرباء!
وحدهم يتيحون لي اكتشافي من جديد




ُولدت على ضفة الرابعة فجرا في يوم مهيب, نصف العالم فيه ممتنع عن الطعام والشراب, والنصف الآخر يسيل على صعيد عرفه!

لكل التفاصيل التي نسيت أن أصحبها في كلّ سنة من سنيّ عمري حتى كبرت بدوني, كان يمكن أن تكوني جميلة لو لم أتجاهلكو لكن أشغلتني الحياة عنك فسامحيني.



بعض الحكايات التافهة التي ضلت الطريق إلى حناجرنا, لاذنب لها إلا أنها خُلقت تافهة!


بعض صداقاتي هشة كبسكويت( ريتز)الذي لايكاد يبرح مكتبي في العمل منذ ثلاثة أعوام ,لكنها تمنحني نفس الطعم المحبب مع كوب الشاي الذي أسعف به نفسي كلّما لسعني الجوع بين المحاضرات!

كُتب على الذين ولدوا بلا رأي, أن يبقوا مطابع للنشر!


امرأتان لاتكذبان!
أمٌّ تهدي لابنتها قبل زفافها خلاصة تجاربها
بنت تشكو لأمها ظلم زوجها.

على مقاس خيباتي, كنت أعد متكأ.



.. ومازالت غزة في حبسها الإنفرادي؛ تثور وحدها والعالم يكتفي بالتصوير, وتصدير دمعتين قبل أن ينتقل لمشاهدة(واي فاي)


البعض يحضرون كنهكة العيد في قلب طفل,جميلون هكذادون تفسير


.. ومن الخيّبات مايمكن التنبوء بها قبل مولدها, ومع ذلك نمشيهاحتى آخرخُطى الفجيعة.


ضُربت الحناجر بالشمع الأحمر؛فاتخذت الأصابع لها ألسنة تلسع.


.. وبعض الذكريات أهشّ بها على حُزني!


هذا القدر الكبير من المسؤولية الذي تسكنني, لايكفي لعقد صفقة مع الإنجاز.


التاريخ الذي كنا نصدقه, تبين أنه (حكاواتي) مأجور!



الحزن نافذة, تُفضي إلى التأمل.



والدي الذي اعتاد ألا يزور بناته بعد الولادة إلاعندما يكون المولود( ذكرا) لأوّل مرة !


لم يكن معقداولا متعصبا, وهو الرجل الذي كانت تخرج كل بنت من بناته لبيت زوجها ولم تمتد يده عليها رغم قسوته!

إنّها رسالة منه:

الآن لكِ ظهر آخر تتكئين عليه من بعدي؛ لذا أنا سعيد ومطمئن.



.. وستظل المواعيد الهاربة من مفكرة الأيام أجمل
ستأتي  جميلة على طبيعتها , ولن تحتاج إلى ربطة عنق..
ستكون أجمل من تلك التي تضطرنا إلى إحالة   الزمن صنمًا ننقله معنا إلى حيث تكون.
  



أنا التي تُسِئ إلى نفسها بالعض على قلبها؛ لتستمرالحياة.




إلى صغيرتي التي كانت تطرق باب غرفتي كلّ ليلة خوفًا من الظلام:

أمّك التي كان يُقلقها خوفك؛ الآن تقف كلّ ليلة أمام باب غرفتك تتمنى طرقه خوفًا من الوحدة.





إلى صغيرتي التي كانت تطرق باب غرفتي كلّ ليلة خوفًا من الظلام.

أمّك التي كان يُقلقها خوفك ؛الآن تقف كلّ ليلة أمام باب غرفتك تتمنى طرقه خوفًا من الوحدة.



لاتدمنوا الغياب, فتبهتوا, وتذبل أقداركم في قلوب كانت تراكم الكون كله.
فالنسيان لايحتاج إلى دربة. يكفيه الوقت..
 الوقت فقط ليتضاءل, فيتلاشى!


مابين الحزن والفرح,حياة برزخيّة تؤدي إلى أحدهما.


لأرواحنا التي تلهث طوال العام شهر تغتسل فيه من عناء الحياة.
شهر تسمو فيه فتصير خيطًا من نور يربط السماء بالقلب.


أسوأُ سجنٌ  يسجن بهِ المرءُ نفسه؛ سوءُ ظن بغيض, لم يتثبت منه, ولم يُفصح عنه!


المرأة في بلادي كالمرآة!
كل وجوه المارة تُطلّ عليها حتى وهي محجبة إذا لم يكن بجوارها رجل!!


لاتغتر بالصامتين..

فالبعض  منهم يخفي حفلة صاخبة من الجرائم البشعة خلف هدوئه!

كلّ ماآلمنا سيغادرنا يوما.
سننسى تفاصيله.
سترحل ملامحه من ذكراتنا..
 ..من جوارحنا.

سنتحسس مكانه, ولن نشعر به.


كلّ مايتعلق بالمرأة مازال محجبًا حتى قلمها.


البؤس هو: أنْ تنتعلَ طريق الوحدة, بعد هوان قوتك.



كلّما تصالحنا مع بشريتنا الخطاءة, تمددت مساحات العدل داخلنا تجاه النّاس والكون.



نجاحاتنا السريّة التي تكون بيننا وبين أنفسنا تستحق أن نحتفل بهاهي الأخرى!
حتى وإن كان احتفالًا فرديًّا.


تجرفنا الحياة معها عن بعض التفاصيل,تفعل بناكما تفعل مياه البحر بأجسادنا, عندما تنقلها بخفة, وسلاسة ,لانشعر معها أننا أصبحنا على الضفة الأخرى, إلا بعد فوات الأوان.


الصّباحُ قطعة فاخرة من الوقت, لاتتسع لثرثرة البشر, ولاتضيق بالإنصات لهمس الرّوح.



الأوجاع لاتتعطّرعندما تأتِي زائرة!





أكبرُجرائم الأرض التي لايواري سوءتها قلب رحيم أن تتبدل وجوه الأصدقاء في الخفاء بملامح لانعرفها في العلن!





البعضُ قلوبهم حدائق سريّة صالحة للاختباء.





عندما تحاصرني الحياة أقطف غيمة
اعتصرها..
استحلب منها الغيث..
أبتل..
أعشوشب..
أورق..

وأثمر.




أن نكون قدوة هذا يعني أن نتعامل بفطرتنا الخيّرة.
ألا نشوه إنسانيتنا بنوايا رديئة, وتصرفات رديئة.

أن نكون الإنسان الذي بداخلنا بطهره.



ثلاثيّة الألم القاتل: الفراغ مع الوحدة وسوء الحال.






كلّ شيء سيغدو مهما داخل دائرة الضوء.

الأمس يعلمنا كيف نصنع من التفاصيل الصغيرة حكايات مدهشة لم تكن تستحق التهميش.




ليس سهلا أن نعرف أصدقاءنا بسهولة.
البعض سيرتدي قلب الصديق أمامنا وسيخلعه فور مغادرته.





إنسانيّة راقية!
تلك التي تجعلنا نمتلك قدرا من التسامح مع بشرية الغير.
تلك التي تجعلنا نتعامل مع كل إنسان مهما قل شأنه أن لديه الأفضل الذي سيقدمه في يو ما.

تلك التي تجعلنا نؤمن تماما بأنه ليس من حقنا تقييم الآخرين مادمنا وإياهم في دار اختبار.





عندما ننتشلُ الفرح من جيوب البؤساء لنضعه في قلوبهم, نحن لانقوم بعمل خارق. ومع ذلك نشعر بقيمتنا الإنسانيّة.

ممارسة الإنسانيّة لاتحتاج كَلّفة.



البُكاء نعمة عظيمة!
يُطهرالرّوح من رواسب الأوجاع.
مُخدّر نسلو به !
لكنه نقمة عظيمة!
 عندما لانجد المساحة الكافية لمزاولته.



 يُكفّن الأمل؛ ليُبعث في المهدّ من جديد.



.. ومن الأماكن خائن ووفي!

بعض الأماكن تفي لعبق الزيارة الأولى, وإن خانها الزائرون.




تنبتُ الأمنيات  على عتبات الأبواب المغلقة.



الحبّ الذي نحصده مع السنوات من قلوب من مررنا بهم, هبة من الخالق تستحق الشكر!
أن يتذكرك زملاء الدراسة بخير نعمة.
أن يتذكرك طلابك بخير نعمة.

أن يتذكرك من جمعتك بهم الحياة من أهل وأصدقاء بخير نعمة لا يتنعم بها إلا من أحبه الله, وحبب فيه خلقه.



كلّما عبرت الوجدان, تقطف من الرّوح وردة.




الورقة الأخيرة..
الجملة الأخيرة..
الكلمة الأخيرة..
عندما نرحل من هذه الحياة, ستكون هي الشغل الشاغل للأحياء!
سيُخمِّنون معها كيف كانت نهايتنا!
سيقرؤون من خلالها رسائل الموت الخفيّة التي لم ننتبه لها!

سيجعلون منا عِبْرة بطريقة دراميّة, تمنحهم  توهجًا إعلاميًّا لفترة .


مزعجة في توهجها..!       
كُلّما سطعت آذت قُلوبهم ببريقها!

الأطفال لايُزيّفون مشاعرهم.
يمتلكون ذاكرة نقيّة تجعل كلّ مافيها نقيّ

محظوظون نحن إذا حظينا بقلب طفل.




إذا تجاهلت  أحدهم في مكان ما, إياك أن تنتظر منه الاحتفاء بك في مكان آخر.

ثنائية التعامل لاتناسب الناضجين إلا من كان بلا كرامة, أو له عندك مصلحة, والأمر برمته رهن الوقت.




لانحزن ونحن في عين الله.
كُلّما وضعنا البشر رفعنا الله.
كُلّما قللونا كثرنا الله.

كُلّما حرمونا فتح الله علينا من خزائن رحمته.





حتى تكون ناجحًا, لاتُعادي أحدًا.

العداوة استنزاف لطاقة يمكن استثمارها في نجاح مبهر.

هناك تعليقان (2):

مدونة نواف الخثعمي يقول...

يعطيك العافيه

كنت هنا

الأستاذة مجول رجاء رحيمة . يقول...

أعجبني هذا البوح خصوصا حديثك عن جدتك , كبرنا بسرعة و أضحت أيامنا معهم ذكريات .. أجمل اذكريات .. و لتها تعود يوما أو نعيد نحن صنعها مع أحفادنا إن شاء الله تعالى