انصات الكون




لبيتُ دعوة للإفطارفي الصّحراء.

كان الهدوء يملأ المكان، لايقطعه غيرصوت
رُغاء الإبل، وثُغاء الماشية، ثم يعود الصمت لايقطعهُ غيرصوت كَلب الحراسة. وصِيَاح الديك.
حالة صمت هادئة..
لاأدري أيّنا كان يُنصتُ للآخرأنا أم الكون؟!
كان الصّمتُ يتسلّلُ إلى أعصابي.. إلى روحي بهدوء.
وبصري يسافر بعيدًا،ويعود إليّ كطفل مندهش؛ ليخبرني أنّه ليس حبيس الجدران،ثم يعود ليسافر حُرًّا.
هناك ..في ذلك المكان يمكنني سماعي جيّدًا!
من السّهل الإِنْصات إليّ فعلًا!
هذا الإِنْصاتُ الذي كان يُشتّتهُ صوت التلفاز،ألوان أثاث المنزل، أبواق السّيَّارات، شجار أولادي، إلحاح قطتي كي أفتح لها النافذة كُلّما رأتني جالسة، أحاديثُ خادمتي التي تُحدِّثُ بها نفسها وهي تُلمِّعُ المرايا كنوع من التّسلية.
هناك مساحةٌ للتأمل، يُخيّل إليّ معها أنّ العالم كله ينسكبُ في داخلي بلا ضجيج.
الدّرسُ الذي علمتني إيّاه الصّحراء:
كُلّما أوجعتك الحياة؛ هاجر لحضن أُمِّك الصحراء.
كُلّما فقدت نفسك؛ أبحث عنها بعيدًا عن صخب المدن

ليست هناك تعليقات: