صباح الجدات





إلى صباحاتِ بيتنا العتيق.
إلى صباحاتِ جدتي التي كانت تبدأ بصرامة، وهي توقظ فينا الصباح قبل أن تتحول إلى ابتسامة غبطة، ومداعبة وهي ترانا متحلّقين حولها بأنصاف أعين يقظة.
لها وهي تسرق من ألسنتنا الحكايات البريئة؛ لتضحك وتضحكنا.
إلى الحياة المُنسلّة من أبواب الغرف المفضية إلى فناء الدار( بيت الحوي).
إلى رائحة الخبز( العادي) والعدس بالكمون والسمنة البلدي.
إلى الشاي الممزوج بحليب( وادي فاطمة)
إلى حينا القديم، وجيراننا الطيبين.
إلى جاراتنا اللواتي كن يسرقن بثرثرتهن الصباح من أمّي.
إلى عنزتي السوريّةالشقراء( صُمعة) بعد أن أغويتها بالقفزمن أعلى السطوح فانكسرقرنها.
لها بعدأن صرت أضع لها الزيت والحناء على قرنها المكسور وأعشمهاأنه سيطول كماتفعل جدتي بشعري.
لأوّل شعور بالحزن عرفته يوم باعوها ظهراعلى مرأى من عيني
لبكائي الطويل بعد رحيلها.
لحياة الصمت والهدوء التي عشتها بعدهابلامشاكسات قبل أن أكتشف أني كبرت وسأدخل المدرسة.
لتلك الحياة القديمة بكل تفاصيلها أفتقدك.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كلمات أدّت واجبها في التأثير على قارئها ، حتى كأنّي عشت ذلك الصباح أحسّه وأراه .
أحسّه في الجلوس حول الجدة نتقاسم رائحة الخبز ونروي أرواحنا روح العائلة .