علاقات من ماء


  ستعودين وحيدة كما بدأتك الحياة !
لاتحزني كثيرًا،فالله قد قضى أن الناس في حياتنا عابرون ، ليس منهم خلّ مقيم.
لست جديدة على عالم الوحدة، فأنت لم  تُحصّني نفسك بالآخرين مذ بدأتِ رحلة البحث عنك.
كنت تصنعين طقوسك بمفردك، تحتفلين بمفردك، وتحزنين أيضًا بمفردك ماالذي تغير الآن؟! 

ياسيدتي أنت دولة مستقلة، تمتلك تمويلها الذاتي.
إن وقعتِ لن تقعي إلاواقفة!
المرأة القوية المعتدة  لايكسرهاأحد وإن تألمت.
الألم طاقة.. !
أليست هذه فلسفتك الخاصة؟!
أنت قادرة  -بعد الله- على استثمار هذه الطاقة.
ثم انظري من حولك!
أنت في حقيقة الأمر لست وحيدة!
هناك قلوب تحبك وترعاك من بعيد..
تفتقدك، وتدعو لك.. 
وربما تخشى الاقتراب من عالمك احتراما لك والأهم أنها تحبك بلا غاية وبمدى مفتوح وإن لم تسجل لها حضورًا يوميًا في تفاصيلك التي لايكترث لها أحد.

نعمة عظيمة قد لاتدركينها  كلما عبرك   الأصدقاء المقربون إلى ضفافهم الخاصة..
هم أيضًا لهم صداقاتهم الخاصة  التي  يعودون لها كلما ملوا التكرار..
لهم صداقات البدايات التي تستحق أن تحترم  فلاتحشري نفسك في عالم ليس لك وإن كان هو الذي أشرع  لك الأبواب. 
اهتمي بك..
وتقبلي فكرة التخلي، ولاتعولي كثيرًا على مبدأ التشبث.
لست من سقط المتاع لتبتكري الحيل في مد حبال الود لعالم يطوي رشاه.
واحترمي رغباتهم مهما كلف الأمر.
لهم عوالمهم الخاصة التي تنتظرهم  كما أن لك عالمك الرائع الذي كنتِ به تكتفين .
عودي وحيدة كما بدأتك الحياة..
ففي ذلك العالم  لن تتألمي كثيرًا، ولن تنتظري أحد، وستكونين سعيدة وفخورة بنفسك كثيرًا عندما  تتذكرين أنك لم تجبري أحدًا على البقاء  في عالمك.
عودي للحياة وغني أمثالك  التي صنعت منك هذه التوليفة المستقلة..
"من راح من كيفه وكيفه موديه
خله على كيفه وكيفه يجيبه"
ألست ترددينها بمناسبة وبلامناسبة؟!
عودي لك..
في هذا العالم  الذي لايمكنك فيه أن تتشبثي بعلاقات صُنعتْ من الماء!



ليست هناك تعليقات: