تخاطر


لم تكن مجرد مصادفة عابرة، منحتها بعض الإحساس الجميل.
كان قد خطط لهذا اللقاء؛ ليبدوعابرًا لها.
مازال يخشاهامذكتب لها:
رغم هدوء ماتكتبين إلا أنني أشعربأن خلف أصابعك أنثى متمردة.
التوقيع: 
رجل جاء وذهب.

كانت تأنس للرسائل التي تأتي منه.. 
ربما للفانتازيا التي تحويها هذه الرسائل..
أوربماللقبه الغريب!.
 لكنّ كلّ هذا لايعدو أن يكون  شيئًا عابرًا تغسل به رتابة يومها في بادئ الأمر، قبل أن ترتبط برسائله ارتباطًا معنويًا نفسيًّا.

كان يحرص من خلال الفانتازيا التي يرسلها،أن يجعلها تضحك من قلبها حتى تدمع.
في ذلك المكان كان يسير كظلها، لكنه يحاول أن يسير بجوارها لاخلفها.
أما هي فكانت تسيردون أن تلتفت، ولولا بطء نزول المصعد لماتوقفت عن السير.
إنها المرة الأولى التي تلتقي عينه بعينها! 
لم تأبه له..!
تشاغلت بحقيبتهاعنه خشية أن يلتهمها بنظراته.
لاتحبُ النظرات الحادة!
إنّهاتخترق هالتها.. 
تربكها.. فتصيرأنثى لاتجيد إلا الخجل.. والخجل ضعف!
قال لها بخيبة بعدأن انفتح باب المصعد: تفضلي.
صعدتْ، وبقي هو.
تلك النظرة البائسة قالت شيئًا غريبًا!
انشغلت..
تشاغلت..
ذابت في تفاصيل يومها.
 وماإن وضعت رأسها على الوسادة حتى أعاد المشهد نفسه:
رجل يقول لها بخيبة: تفضلي!
ماالغريب في الأمر؟
!
لماذا ظل ذلك المشهدراسخًا؟!
أنالاأعرفه!
لم يسبق لي أن ألتقيته!
لكن ملامحه تبدو مألوفة!

هل ستقضين الليل في هذه التساؤلات العقيمة؟!

في الصباح:

نغمة البريد:

إنها رسالة منه!
طيلة الأعوام السابقة كلماقرأت لك حرفًا رسمتُ لكِ صورة.
والحمدلله أن حدسي جيّد فيماعدا تمردك.
رأيتك أمس كما تخيلتك إلا أنك أكثر رقة  مماتخيلت.
أحزنني، وأسعدني في الوقت ذاته أنك لم تمنحيني الفرصة؛ لأعرفك بنفسي.
أنت أنثى رقيقة جدًا، وأنا رجل شرسٌ جدًا!
في البعدكنت متمردة، وفي القرب أيقونة للطمأنينة..
في البعدأنا جميل وجميل جدًا، لكنني سيء سيء جدا في القرب.

تذكريني جيدا: 
الرجل الذي قال لك :
تفضلي وذهب بعدأن جاء!

ليست هناك تعليقات: