روح أخرى




وُلِِدتُ روحًا عاديّة.
لم يعجبني الأمر!
طلبتُ روحًا أخرى .
فكانت هي بداية سلسلة المآسي التي أعيشها الآن!
أصبحتُ بمزاجيّة غريبة.
حتى أرسطوالذي كنت سأفني عمري وراء فلسفته خذلني!
وجدتُ أشياء كثيرة غيره تكشف لي عوالم أُخرى, أشد إثارة من عالمه.
كشفت لي أن السعادة تجرح, كما يفعل الحزن تماما!
كشفت لي أن الأمنيات التي تنبعث من القلوب الفقيرة, لن تعدو كونها جنازة تُشيّع في حياة أُخرى, محمولة على أكتاف الغرباء.
كشفت لي أن ساعة الجريمة لاتُدق للتنبيه, فقدتُدق للتنفيذ.
فمن السهل أن تقتل صديقك الحميم في حفلة شاي عابرة بمجرد أن تمازحه بيدك فيرتطم رأسه بحافة حادة فيهلك, وتقاد أنت لنيل عقابك.
كشفت لي أن سبر أغوار الأسوأ لايعني منحنا شهادة الحكمة كما علمنا الأجداد, فقد تأتي النهاية على هيئة حبل مشنقة.
كشفت لي أن الناس ماعادت تبحث عن حياة الأنبياء فلا وقت لديها إلا لممارسة الحياة.
كشفت لي أن الحرية شعار كاذب يلوح به المتطرفون, لندخل المصيدة,فيمارسوا على حمقنا تطرفهم.
كشفت لي أن القتلة لايتقاضى التاريخ منهم إلا بعد فوات الأوان.
كشفت لي أن أسعد الناس هم الذين انتصروا على الحياة باللامبالاة.
كشفت لي أن التشكيك له جمهور تعود على ترك الأبواب مواربة.
كشفت لي أن التوتر الدائم يحافظ على المناخ الجنائزي القابل للعويل لمجرد ذرة شك.
كشفت لي أن المنتقدين دائما يضعون شروطا تناسب ضعفهم .
كشفت لي أننا في مسرح عرائس ترقصنا الحكومات الكبرى.
وأن التعصب للأسوأ هو سبب فشل الشعوب المغلوبة على أمرها.
كشفت لي أن آخر أيام الفوضى الراهنة لن يأتي إلا بعد أن تتم تصفيتنا جميعًاتصفية تامة,ليأتي بعدنا من يستحق الحياة.

ليست هناك تعليقات: