شهية الأحزان





بعض الأحزان شهيتها مفتوحة!
تلتهم الروح، ولاتشبعها مصائب الكون بأسره لتكف عن شرهها.
حين نقعُ فريسة لها، سيغدو كلّ حزن يعبرنا وجيهًا مقنعًاحداستدرارالبكاء.
سنغترف منه ملء قلوبنا.
سنكتب حزنًا،ونلفظُ حزنًا،ونزفرُ حزنًا،فالأفكارالجنائزية، لاتحتاج لمحفز كبير،لتأتي بعدتها وعتادها.
إنّها لانحتاج لأكثر من أرض هشة قابلة للنحيب، واجترار الأوجاع كل وقت.
كل هذه الحقائق لم تكن تعلم بها صديقتي التي اعتادت منذ عام٢٠٠٩ وحتى قبل شهر ألاتسمعني إلا صوت أوجاعها الهشة..
كان يطربها أن تحيل كلّ تلك النحوس لإصابتها بالعين، وأنا في كل تلك المزاعم لاأملك إلاأن أطبب لها الجراح ، مستلهمة منها العزاء.
كنت كلما أغلقت سماعة الهاتف مني، أبكيني!
لم أكن أخبرها بالنكبات التي حلت بي، حتى أني لم أخبرها بعدد من فقدت، ومتى فقدت، وماذا أخذوا معهم مني قبل أن يرحلوا.
منذ ثمانية أشهر، عرفتْ من مواقع التواصل بأن الموت اختارصفية روحي، فاتصلت بي تعزيني.
يومهاكنتُ قد فقدتُ شيئا آخر لم أخبرهابه، فاجتمع عليّ حزنان لاطاقة لي بهما.
كنت هشة بما يكفي!
بعد أن تقدمتْ لي بالعزاء، أخذتْ تشكو لي من أختها اللاهية عنها ببيتها، وخذلان زوجات أخوتهالها عندما أرادت أن تذهب لحفلة وتضع أولادها عندهم!!
كان قلبي يتفطر ألمًا!.. 
تمنيت لو أن حزني كحزنها هذا الذي تتحدث عنه.
أقفلت الهاتف في منتصف المكالمة قبل أن أستئذنها، ولم افتحه ثلاثة أيام..!!

ليس أوجع من أن تكون منفى للأحزان، لأنّك حزن صامت!!

ليست هناك تعليقات: